موضوع: ( المدينة المنورة ) السبت فبراير 16, 2008 2:55 pm
موعدنا اليوم مع مع ثاني المدن الأسلامية قداسة عند المسلمين بعد مكة المكرمه موعدنا مع المدينة المنورة الموقع
تقع المدينة المنورة جغرافياً في الإقليم الغربي من شبه الجزيرة العربية إلى الشمال من مكة المكرمة 420كم، وعن الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية 900كم، إن القرب من مكة المكرمة يمثل أهم عناصر موقع المدينة المنورة حيث ارتبطت المدينتان معاً منذ بزوغ فجر الإسلام وأصبحت المدينة المنورة العاصمة الأولي لدولة الإسلام وحلت بذلك محل مكة المكرمة التي تقع إلى الجنوب منها والتي كانت لها السيادة السياسية والاقتصادية على شبه الجزيرة العربية قبل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم واتخاذه المدينة المنورة مركزاَ للدعوة الإسلامية والموقع الجغرافي للمدينة جعلها مركزاً للمدن التي تحيط بها مثل جدة 397كم ومكة المكرمة 497كم وبريده 590كم والطائف 535كم وبذلك تأتي في المرتبة الأولي بين جميع مدن المملكة من حيث درجة اتصالها ( أربع نقاط ). وللتعريف على الزمن الدولي وطبيعة المناخ علينا التعرف على موقع المدينة المنورة فلكياً. فالمدينة المنورة تقع على ( 39ْ) درجة و ( 36ْ ) دقيقة وثانية واحده من خطوط الطول. وعلى ( 24ْ ) درجة و ( 28ْ ) دقيقة و( 5 ) ثانية من خطوط العرض. ويبلغ ارتفاعها عن مستوي سطح البحر بصفة عامة من ( 597 ) و ( 639 )م. السطح و الجغرافيا الطبيعية: ـ تعتبر المدينة المنورة واحة زراعية تمتد على فسيح من الأرض الخصبة تكتنفها حرار ذات حجارة سوداء نخرة هي من بقايا الرواسب والطفوحات البركانية وقد سميت تاريخياً بلابتي المدينة المنورة، وتتميز بخصوبة أرضها ووفرة مائها وعذوبته بالإضافة إلى إحاطة هذه الواحة بمحميات تضاريسية طبيعية تمثل في مجموعهن الجبال والهضاب والأودية. فالمدينة المنورة يحتضنها جبلان وواديان. من الجنوب جبل عير وبجانبه وادي العقيق، ومن الشمال جبل أحد ووادي قناة. ويعتبر جبل أحد أهم ظاهرة تقع في جهة الشمال حيث يمتد بطول 6.5كم تحيط به مجموعة من الجبال الصغيرة أهمها جبل عينين من الجنوب وجبل ضليع البري من الغرب وجبل ثور من الشمال وهو جبيل صغير مستدير أحمر يعتبر الحد الشمالي للمدينة المنورة وحرمها. ويعتبر جبل سلع الذي يقع في الجهة الشمالية الغربية من مركز المدينة المنورة وهو المسجد النبوي الشريف من أهم الجبال التي تقع في المدينة المنورة بالإضافة إلى العديد من الجبال مثل جبل ثنية الوداع وجبل الراية وجبل الرماة وغيرها من الجبال. وتعتبر تضاريس المدينة المنورة معالم تاريخية كانت لها ارتباطها الوثيق بالعديد من الأحداث التاريخية الهامة. المساحة: ـ تزيد مساحة المدينة المنورة عن 300 كم2. المناخ: ـ جو المدينة المنورة شديد الحرارة في الصيف، ومعتدل في الخريف والربيع، ولطيف في الشتاء. السكان: ـ كان عدد سكان المدينة المنورة عام 1345هـ (1926م) خمسين ألف نسمة، أما اليوم فيبلغ حوالي ستمائة ألف نسمة. المدينة المنورة في القرآن الكريم ورد لفظ " المدينة " في القرآن الكريم أربعة عشر مرة، أما ما قصد منها " المدينة المنورة " مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام فكان في أربع مواضع هي : ـ 1) في سورة التوبة في قوله تعالى ( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم) الآية (101).
2) في سورة التوبة في قوله تعالى ( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا محمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين) الآية (120).
3) في سورة الأحزاب في قوله تعالى ( لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلى قليلا ) الآية (60).
4) في سورة المنافقون في قوله تعالى ( يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) الآية (.
وورد لفظ " يثرب " مرة واحدة وكان يطلق اسم يثرب على المدينة المنورة قبل أن تسمى بالمدينة وذلك في سورة الأحزاب في قوله تعالى ( وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلاّ فرارا ) الآية (13).
تاريخ المدينة المنورة عبر العصور
مرت المدينة المنورة بكثير من الحقب والأحداث التاريخية، كان أهمها نصرة أهلها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم هجرته إليها من مكة المكرمة، وبذلك باتت المدينة المنورة معقلاً للإسلام، ومنها انطلقت كتائب الإيمان تقاتل كفار قريش و أحلافهم، و تطهر المدينة من أعداء الله، حتى باتت" أول عاصمة للإسلام " ومنها انطلقت زحوف المؤمنين حاملة راية التوحيد و داعية إلى دين الله.و في عهود الخلفاء الراشدين بدأت " الدولة الإسلامية " في الظهور، سواء من حيث انضمام كثير من الأقطار إليها، أو من حيث البدء في تنظيمها، و بناء مدن جديدة في بعض تلك الأقطار. وتتالت الأحداث حتى انتقلت الخلافة من المدينة المنورة، وفي جميع هذه الأحداث كانت للمدينة المنورة مكانتها الخاصة في قلوب جميع المسلمين وحتى يومنا الحاضر و إلى أن يتولى الله سبحانه وتعالى هذه الأرض و التالي نبذه عن تاريخ المدينة
* سنة 586 ق. م هاجر اليهود إليها في عهد الملك بختنصر وتعتبر قبيلة قينقاع اشهر القبائل اليهودية وأغناها التي سكنت في الجزء الجنوبي من المدينة واشتهرت بصناعة الذهب. * سكن العرب من العمالقة مدينة يثرب قبل هجرة القبائل العربية القادمة من اليمن بعد سيل العرم الأول ( عام 450 م ) وقبل نزوح اليهود إليها. * في الفترة مابين ( 447 ـ 532 م ) بدأت هجرة القبائل العربية إليها ومنهم قبيلة الأوس والخزرج. * وقعت معارك عديدة بين قبيلتي الأوس والخزرج منها حرب سمير ( نسبة إلى الرجل الذي أشعلها واسمه ( سمير بن زيد) ، حرب حاطب ، حرب بعاث ، موقعة السرارة ، موقعة فارغ ، موقعة الفجار الأولى والثانية. * سنة 620 م تم أول اتصال بين الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وأهل يثرب عند قدومهم للحج في مكة وتكرر ذلك سنة 622 م في عام الهجرة. * سنة 622 م بدأت الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة حيث وصل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قباء في يوم الاثنين 8 ربيع الأول من العام الأول للهجرة ومكث فيها أربعة أيام حيث أصلح بين قبائل الأوس والخزرج كما خطط لنفسه ولآل بيته داراً بعد أن انشأ مسجده فيها. * في ظهر يوم الثلاثاء في النصف من شعبان سنة 2 هـ حولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة ، وفي هذه السنة أيضا فرض الصوم ، ووقعت غزوة بدر ، وفي هذه السنة أيضا تزوج علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها. * سنة 3 للهجرة ولد الإمام الحسن بن علي ( رضي الله عنه)، كما وقعت غزوة أحد ، واستشهد حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، وهناك أحداث كثيرة وقعت في السنوات اللاحقة للهجرة النبوية منها غزوة بني النضير ، غزوة ذات الرقاع ، غزوة الخندق ، غزوة بني قريظة ، بيعة الرضوان ، صلح الحديبية ، غزوة خيبر ، وفي هذه السنة أيضا بدأت الرحلات المتتابعة لقبائل اليهود من المدينة إلى الشام. * سنة 36 هـ آثر الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن يبقى في العراق فانتـقل مركز الخلافة من المدينة إلى الكوفة. * سنة 41 هـ أصبحت المدينة إمارة من إمارات الدولة الأموية. * سنة 62 هـ ثار اهل المدينة بقيادة عبدالله بن الزبير ( رضي الله عنه) ضد الحكم الأموي حيث عمل خندقا وسورا في الجهة الشمالية للمدينة ، ولكن تم القضاء على الثورة بعد دخول مسلم بن عقبة بجنده إلى المدينة. * سنة 145 هـ قام محمد بن عبد الله الحفيد الأكبر للحسن بن علي ( رضي الله عنه) بعمل خندق حول المدينة في موضع الخندق الذي عمل أيام رسول الله (صلى الله عليه وسلم ). * سنة 230 هـ وفي عهد الخليفة الواثق تعرضت المدينة للهجوم من ( بني هلال ) فسبب خراب العديد من مبانيها. * سنة 578 هـ نزل الجنود الصليبيون ينبع ولكن صُدوا بقيادة احد أفراد عائلة صلاح الدين الأيوبي. * سنة 654 هـ انتـقلت السلطة من الدولة العباسية إلى المماليك الذين كثرت المنازعات الداخلية في زمانهم وتدهور عمران المدينة. * سنة 1916 م وبسبب الحرب العالمية الأولى قامت السلطة التركية في المدينة بهدم المباني حول الحرم بهدف تسهيل الدفاع عنها. * سنة 1950 م هدم السور المحيط بالمدينة ولم يبقَ منه غير اجزاء من ( الباب المصري). * سنة 1971 م احترقت المباني والأسواق في الجهة الغربية من المسجد النبوي الشريف فأتى الحريق على بعض تراثها المعماري.
أسماء المدينة
ومن أسمائها شرفها الله سبحانه وتعالى:
v " طابة ": فعن سهل بن سعد عن أبي حميد رضي الله عنهما قال: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك حتى أشرفنا على المدينة فقال: " هذه طابة ".
v " طيبة ": وذلك لطيبتها و حلول الطيب صلى الله عليه وسلم بها و لحديث " كانوا يسمون المدينة يثرب فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم " طيبة ".
v " طيٍّبَة ".
v " طائب ".
v " المطَيّبة ".
v " الدار ": لقوله تعالى { والذين تبوأوا الدار والإيمان }.
v " الحبيبة ": لحب رسول الله عليه وسلم لها و بحبه لها هي حبيبة إلى المسلمين جميعاً.
v " حرم رسول الله عليه وسلم ": لما ورد عن رسول الله " حَرَمُ إبراهيم مكة و حَرَمي المدينة ".
v " دار الهجرة ": لأنها مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم و صحابته الكرام رضي الله عنهم.
v " أرض الهجرة ".
v " الفتح " و " دار الفتح " وذلك لأن جميع الأمصار فتحت منها.
v " مأرز الإيمان ": للحديث الوارد في الصحيحين البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال "إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها ".
v " المحفوظة ": لأن الله حفظها من الطاعون والدجال، كما ورد في أحاديث المصطفى عليه السلام.
ومن أسمائها أيضاً: ــ
قبة الإسلام- قلب الإيمان- الإيمان- أرض الله- المؤمنة- المباركة-المختار- حرم رسول الله- المحفوفة- دار السنة- دار الأخيار- الخيِّرة-ذات الحرار- آكلة البلدان- العذراء- البارة- المسكينة- الجُنة -ذات النخل- آكلة القرى- المحية- البحرة- المكينة- المحبة-المرحومة- المحبوبة- المجبورة- الجابرة- الجبارة- المحروسة -القاصمة- الدرع الحصينة- العاصمة- البلد- الشافية- الفاضحة-العروض- مبوأ الحلال و الحرام- الموفية- البلاط- دار الأبرار-مُدخل صدق-المرزوقة- الناجية
حدود المدينة المنورة وحرمتها وبركتها
لقد جاء في تحديد المدينة حديثان صحيحان وهما : ـ * ما رواه علي رضي الله عنه مرفوعاً:" المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثا؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفٌ ولا عدل" . * ما رواه أنس بن مالك مرفوعاً وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى المدينة فقال:" اللهم إني أحرم ما بين لابتيها بمثل ما حرم إبراهيم مكة، اللهم بارك لهم في مدّهم وصاعهم ". وبناءً على ذلك ؛ فإن هذين الحديثين يبينان الجهات الأربع للمدينة، فمن جهة الشمال جبل ثور وهو جبل صغير شمالي أحد ، ومن جهة الجنوب جبل عير وهو ممتد في الشرق إلى الغرب ويشرف طرفه الغربي على ذي الحليفة، وطرفه الشرقي على المنطقة المتصلة بمنطقة قباء من جهة الجنوب الغربي، ومن جهة الشرق الحرة الشرقية وهي إحدى اللابتين حيث إن المراد باللابة الحرة، وهي الأرض التي قد ألبستها حجارة سود، ومن الغرب الحرة الغربية وهي اللابة الأخرى.