Admin المدير العام للمنتدى
المساهمات : 118 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
| موضوع: مأساة غزة????? الأربعاء فبراير 13, 2008 4:25 pm | |
| مايجري الآن من حصار قاس من قبل اسرائيل علي شعب فلسطين في غزة، بجانب أنه يثير الغثيان، فانه في نفس الوقت يطرح عشرات من علامات الاستفهام حول هذا التصرف الاسرئيلي، ومايرمي إليه من أهداف. تري هل تتعمد اسرائيل هذا الحصار الجائر، وتمنع عن غزة الكهرباء وكل سبل الحياة بغرض أن يلجأ الناس إلي بوابة رفح، والنفاذ منها إلي الأرض المصرية ليأخذوا حاجياتهم من مدن سيناء، وبالتالي يحرجون بذلك مصر،
أم أنهم يريدون توصيل رسالة كما يزعمون الآن في اسرائيل بأن سيناء ليست أراضا مصرية وأنها بالتالي يمكن أن يكون فيها الحل للمشكلة الفلسطينية، بأن يعيش فيها الفلسطينيون، وبالتالي يفرغون القضية الفلسطينية كلها من مضمونها، وبالتالي تستولي اسرئيل علي كل أرض فلسطين. وتقام الدولة الفلسطينية الذي وعد بها الرئيس الأمريكي بوش علي أرض سيناء!؟ ثم يأتي تساؤل آخر لماذا حدثت حملة التجويع هذه والحصار، وضرب الشعب الفلسطيني في غزة في وقت تواجد الرئيس الأمريكي بوش، التي تعرقل بلاده اصدار قرار من مجلس الأمن بتصرف اسرائيل اللا انساني ضد شعب أعزل؟! والأغرب من كل هذا.. ضد التناصر بين الأخوة الاعداء، وبناحية فتح وحماس العداء كل واحدة منها للآخري. وكل ذلك علي حساب القضية الفلسطينية، واستهانة بالدم الفلسطيني، وعدم الحرص علي المصلحة العامة للوطن، بل الجري وراء مصالح شخصية ذاتية قصيرة النظر!!
*** واذا كانت مصر بدافع من حرصها علي الشعب الفلسطيني، ورفضها وعدم السماح بإجاعته كما قال الرئيس حسني مبارك قد فتح معبر رفح امام الشعب الفلسطيني في غزة لأخذ احتياجاته، ويعود إلي غزة من جديد، في مبادرة انسانية من الرئيس فلماذا يكون رد الفعل من بعض العناصر التعدي اللامبرر علي بعض الجنود المصريين؟ والأخطر من ذلك، مامعني ايجاد بعض الفلسطينيين المتسللين من قطاع غزة في بني سويف بصعيد مصر!! أليس في ذلك اختراق للأمن المصري؟! وفيه مافيه من مخاطر علي أمن مصر واستقرارها؟! ولكن وعلي كل حال فسوف يعاد الوضع إلي وضعه الطبيعي بعد ان ينال الأخوة الفلسطينيون حاجتهم الضرورية لحياتهم من مأكل وشرب وطاقة. ويبقي تساؤل.. ماذا وراء هذه التصرفات الاسرائيلية، واسرائيل هي المسئولة عن هذا القطاع بحكم اخلالها له عن توفير احتياجاته؟ إنها الطبيعة الصهيونية في كل العصور.. والتاريخ يحدثنا كيف أنهم لم يفوا بعهودهم ومواثيقهم للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، عندما قامت غزوه الاحزاب، وقد حاصرت القبائل المتحالفة مع مكة ضد رسول الله المدينة، وحيث أشار سلمان الفارسي علي الرسول بحفر خندق حول المدينة.. وجاءت جيوش القبائل المتحالفة ووجدت هذا الخندق، واضطروا إلي حصار المسلمين الذي حال الخندق بينه وبينهم، في هذا الوقت العصيب نسي اليهود كل عهد قطعوه مع النبي عليه الصلاة والسلام، بألا يكونوا طرفا في الصراع مع أعداء الاسلام، فاذا بهم يتنكرون لعهدهم، وينضموا إلي المشركين مما حدا بالرسول الكريم، أن يعلن عليهم الحرب بمجرد انسحاب قوي الاضراب ورجوعهم إلي ديارهم.. بعد الدور الخطير الذي لعبوه باحكام الحصار حول المسلمين في ظروف بالغة القسوة والخطورة! لقد قال الرسول الكريم لأصحابه: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر الا في بني قريظة'. لقد أراد الرسول صلي الله عليه وسلم أن يقوم بتأديب هؤلاء الذين خانوا العهود والمواثيق. واستطاع المسلمون حصار بني قريظة، واضطروا للاستسلام، وتم الحكم عيلهم، كما حكم بذلك سعدبن معاذ الذي كان حكمه علي اليهود: أحكم فيهم بأن تقتل الرجال، وتسبي الذراري والنساء، وتقسم الاموال بين المسلمين وقال الرسول علي الصلاة والسلام له. 'لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات'. أي أن الرسول يقول ان حكم سعد بن معاذ يوافق شريعة الله التي شرعها لهم في التوراة. ففي الاصحاح العشرين من تثنية سفر الاشتراع جاء. حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح، فان اجابتك الي الصلح، وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك مسخرا مستعبدا.. وان لم تسالمك وحاربتك وحاصرتها، وسقطت في يدك، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف! وأما النساء والاطفال والاموال فهي لك غنائم'. ومعني ذلك أن سعد بن معاذ قد حكم باجتهاده وفق ماجاء في شريعة اليهود. وآلت للمسلمين الغنائم، وحققت في قريظة قوله تعالي: 'وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (الأحزاب 26-27) كان سعد بن معاد عندما أصدر حكمه جريحا مريضا، ومات عقب هذا الحكم علي اليهود، قال عنه الرسول الكريم. 'اهتز العرش لموت سعد بن معاذ وسألت عائشة أم سعد. أخبريني بالله عن خصاله التي جعلت منه حبيبا لرسول الله صلي الله عليه وسلم. قالت: سمعت سعدا يقول: ثلاث خصال أنا فيهن كما ينبغي، وماسوي ذلك فأنا رجل من الناس. فقلت له: دما تلك الخصال الثلاث؟ قال سعد: ماسمعت من رسول الله صلي عليه وسلم حديثا قط الا علمت أنه حق من الله. ولا كنت في صلاة قط فشغلت نفسي بغيرها حتي قضيتها. ولاكنت في جنازة قط فحدثت نفسي بامر من أمور الدنيا حتي انصرف عنها. قالت عائشة: 'وأي الناس يستطيع ذلك غير الصالحين.
*** ويعلق الدكتور محمد حسين هيكل عن هذه الغزوة والحكم الذي صدر ضد اليهود بقوله: 'وفي رأينا أن دم بني قريظة معلق في عنق حيي بن أخطب وان كان قد قتل معهم، فهو قد حنث في العهد الذي عاهد قومه من بني النضير حين أجلاهم محمد عن المدينة ولم يقتل منهم بعد النزول علي حكمه أحدا، وهو بتأليبه قريشا وغطفان وتحزيبه العرب كلها لقتال محمد قد جسٌّم العدادة بين اليهود والمسلمين، وجعل هؤلاء يعتقدون ان بني اسرئيل لاتطيب نفوسهم الا باستئصال محمد وأصحابه، وهو الذي حمل بني قريظة من يعد ذلك، علي نقض عهودها والخروج من حيادها، ولو أنها بقيت عليه ماأصابها من الشر شيء، وهو الذي دخل حصن بني قريظة بعد ارتحال الاحزاب ودعاهم لمواجهة المسلمين والدفاع عن أنفسهم بمقاتلتهم، ولو أنهم نزلوا علي حكم محمد منذ اليوم الاول، واعترفوا بخطئهم في نقض عهودهم، لما أهدرت دماؤهم وضربت أعناقهم، ولكن العداوة بلغت من التأهل في نفسي حي وانتقلت منه إلي نفوس بني قزبظة جدا جعل سعد بن معاد نفسه وهو حليفهم، يؤمن بأنهم إن أبقي علي حياتهم، لم تهدأ لهم نفس حتي يوالوا! الاحزب من جديد، وحتي يجمعوا العرب لقتال المسلمين، وحتي يقتلوهم عن اخرهم ان ظفروا بهم، فالحكم الذي أصدره علي قسوته انما أصدره متأثرا بالدفاع عن النفس، معتبرا بقاء اليهود أوزوالهم مسألة حياة أو موت بالنسبة للمسلين.
*** تري هل يعيد التاريخ نفسه.. ويكرر اليهود نفس أساليبهم القديمة بحصار الآمنين، وعدم مد يدهم بالسلام المحدد لهم، وأن طموحاتهم لاتنتهي عند حد! وأنهم لايستفيدون من دروس التاريخ؟ وتري هل آن الآوان للأخوة الاعداء فتح وحماس أن يتعلموا من دروس التاريخ هم الأخرين، ويعرفون أنهم يركبون قاربا و احدا يتجه بهم إلي مصير واحد؟؟ حتي لاتضيع قضيتهم، وتضيع ايضا فلسطين؟! | |
|