موضوع: بدر 1 لاتزال على قيد الحياة الأربعاء فبراير 13, 2008 3:54 pm
مع الاستعداد النفسى لبث خبر غرق السفينة «بدر-1» التى اختفت منذ ثلاثة أسابيع، ظهر فجأة بعض النور فى نهاية النفق المظلم للغاية، حيث لا تزال تصل إشارات من حوالى ثلاثة موبايلات خاصة بقبطان السفينة «حسن متولى» وكبير مهندسيها «كمال صباح الخير» سودانى الجنسية وباش ريس السفينة «عثمان ختم السر»، لكن الاتصال يقطع فور فتح الخط، وبالتالى فإن سفينة الموت عادت للحياة ولا تزال على قيدها، وهذه الأنباء غير المؤكدة بنسبة 100%.. إلا وفقا لآراء بعض المتابعين، أثلجت بالطبع صدور أسر 14 مفقودا حتى الآن من طاقم السفينة، والذين تمت زيارتهم فى بيوتهم بالسويس والإسماعيلية للاطمئنان عليهم، والاطلاع على آخر التطورات ووصف اللحظات العصيبة التى يعيشونها حتى الآن، خاصة أننا علمنا قبل مثولنا للطبع إن ابن القبطان الحقيقى، حيث كان يتصور البعض أن قبطانها «صبرى البطوطى» ابن عم «جميل البطوطى» قائد طائرة واشنطن الشهيرة.. اتصل بإدارة ميناء «ينبع» السعودى لمعرفة إن كانت قد أرسلت إليه أى استغاثات، لكنهم ردوا بالنفى، تصديقا لما قاله «مختار عمار» -رئيس هيئة النقل البحرى المتابع للموقف ! الأغرب أن هناك تكاسلا سودانيا غير مبرر لإرسال طائرة تمشيطية للمنطقة التى يتردد أن السفينة محتجزة بها بحجة أن الإشارة أو الطلب لم يصلهم من القاهرة حتى الآن، ويبدو أن أعضاء من السفارة المصرية فى الخرطوم ليسوا على قدر الحدث هم أيضا، باستثناء «عبدالمنعم عمر» القنصل المصرى ببورسودان الذى يتابع الملف عن كثب، مع اللواء «دليل الضو» قائد القطاع البحرى السودانى الذى سيطر عليه التشاؤم خلال حديثنا معه عبر هاتفه المحمول!.. وكانت خطة البحث عن الحقيقة طويلة وشاقة ممتدة من السويس والإسماعيلية إلى الخرطوم وبورسودان.
شركة المحمول السودانية «أريبا» التى تتعاون مع شركة المحمول الأولى بمصر أجرت اتصالات بقبطان السفينة وكبير مهندسيها على موبايلاتهم الـ«012»، وتجاوبا لدرجة أن التليفونات رنت لكن لسوء تغطية الشبكة فى المنطقة المحاصرين فيها بسبب جبال البحر الأحمر كان يفقد الاتصال فور بدايته، كما أوضح مسئولو «أرييا» ، وبعد التأكد من وجود «بدر - 1» على قيد الحياة، حصلت الشركة على الرقم الكودى لجهاز المحمول الخاص بالقبطان عن طريق نجله الضابط البحرى «إبراهيم» الدائم للاتصال بالشركة السودانية، وباستخدام خاصية التتبع تحاول الشركة تحديد مكان محمول القبطان، وبالتالى إنقاذ السفينة التى يعيش طاقمها آخر أيامهم مع اقتراب نهاية مخزون الطعام والمياه المزودين بهما، والتى لا تكفى سوى لشهر، وقاربت فترة غيابهم على الشهر فعلا، ولكن الشىء المؤسف أن جهاز الـ«GBS» الذى يقوم بالتتبع الخاص بالشركة السودانية تعرض لعطل ولن يستطيع تتبع موبايل القبطان إلا بعد إصلاحه.
تفصيليا تحمل «بدر-1» 1775 طنا، تشمل ألف طن أسمنت و400 طن مصنعات حديدية تابعة لشركة أوراسكوم و200 طن زيت بويات و102 طن مواسير بلاستيكية تابعة لشركة الأمل للصناعات البلاستيكية و30 طن إطارات كاوتشوك وأخيرا 25 طن بيكربونات كالسيوم، وحمولة السفينة حسب أوراقها الرسمية لا تزيد على 1850 طنا وتقدر قيمة البضائع بحوالى 10 ملايين جنيه. وكان على متن السفينة «بدر-1» 14 شخصا، وهم القطبان «حسن متولى إبراهيم» مصرى، وكبير الضباط «صبرى البطوطى» مصرى، وكبير المهندسين «كمال صباح الخير» سودانى، ومهندس بحرى «عثمان ختم العوض» سودانى و3 عاملين بحريين، وهم هارون فايز مصطفى وعلى طه ومحمد نزيه «مصريون» بجانب على محمد العسكرى «يمنى» و3 كهربائيين مصريين وهم «مصطفى على ومحمود جاد وعماد السيد و2 ميكانيكيان سودانيان هما بكر صالح وعادل مرغنى والطباخ المصرى «صلاح السيد».
وقد ذهبت الوكلات لمنزل الضابط البحرى «إبراهيم متولى» فى شارع دمشق المجاور لميناء «بور توفيق» نجل قبطان السفينة، حيث تقابلت معه ومع زوجته وشقيقه «رامى» فى أول ظهور لهم بعد حالات التخبط الإعلامى وعدم الدقة فى التغطية، التى غابت عن الأحداث الأسبوع الماضى.. «إبراهيم» قال إنه مطمئن لعودة والده قريبا، بانيا هذا الاطمئنان عبر اتصالاته بحكم عمله، ومؤكدا ان السفينة لم تتعرض للغرق أو القرصنة، وتحدث إبراهيم عن والده الذى يبلغ من العمر 65 ويعمل فى المجال البحرى، قائلا : إنه منذ ,1963 وطوال هذه الفترة مشهود له بالكفاءة والخبرية، حيث كان كبير مرشدى هيئة قناة السويس، وقاد سفنا عملاقة لا تمثل لها «بدر-1» أى شىء، ويضيف أنه عارض هو وأخوه «رامى» سفر والده على هذه الرحلة، لأنه كان مرهقا من رحلة بحرية أخرى قبل سفره للسودان، وكانت هذه الرحلة تنقل بضائع إلى باكستان والعراق ودبى.. وكشف «إبراهيم» عن أن والده تم الاتفاق معه لقيادة السفينة قبل مغادرتها للمياه المصرية بساعة وذلك بعد نزول القبطان «فهمى» الذى كان من المقرر أن يقودها، ولكنه اعتذر لظروف خاصة متعلقة بعمارة «لوران» بالإسكندرية التى انهارت قبل مغادرة السفينة بأيام وكان من المصابين ابنه الذى سقطت العمارة على سيارته، فأراد الاطمئنان عليه واعتذر.. ويقول إن والده ركب السفينة عن طريق لانش بحرى لأنها كانت بعيدة عن الرصيف البحرى. ويحكى «إبراهيم» عن الاتصالات الهاتفية التى حدثت بينه وبين والده فيقول : المكالمة الأولى كانت يوم 9 يناير وأبلغنى فيها والدى أنه يستقل لانش بحريا لقيادة «بدر -1»، واعترضت لإرهاقه من الرحلة السابقة، ثم اتصل بى يوم 10 يناير وقال لى : السفينة خارجة من عمرة صيانة، ومن المفروض أن الرحلة لبورسودان تستغرق من 3-4 ايام، ولكنه لن يفتح سرعات السفينة مراعاة لذلك، وسنسير بسرعة 5 عقد أو 9 كيلو مترات فى الساعة وستستغرق الرحلة من 8-9 أيام.. وفى اليوم التالى 12 يناير اتصلت به فأوضح لى أن هناك عطلا صاحب السفينة، لأن السولار الذى تسير به السفينة كان مغشوشا بخلطه بالمياه، ونتج عن ذلك تعطيل المولدات، واستغرق تصليح هذا العطل يوما ونصف بدأت السفينة فى السير مرة أخرى يوم 14 يناير، وقال وقتها إن زمن الرحلة سيزيد على 11 يوما، وكان ذلك آخر اتصال تليفونى بوالدى.. وبعد ذلك وصلتنى معلومات أن السفينة شوهدت واقفة عند جزيرة «مكاو» وبالقرب من «برنيس» جنوب شواطئ مصر على البحر الأحمر، وعلمت أنها سارت ثم شوهدت مرة أخرى عند «شلاتين»، حيث مكثت 4 أيام، وأعتقد أن ذلك بسبب عطل آخر، وكان على بعد 7 أميال من الشاطئ، وفى هذا الوقت بالطبع كان اتصالى به مقطوعا، فأرست صورة المركب لمن شاهدوها فى «شلاتين» فأكدوا أنها هى بالفعل، وكان ذلك يوم 25 يناير، وإذا حسبنا كل فترات التوقف التى صاحبت السفينة بسبب الأعطال وسيرها ببطء بسبب العمرة، فمن الطبيعى أن تكون الآن فى طريقها أو تعرضت لعطل ثان يحاولون إصلاحه، وهناك أمر لابد أن يؤخذ فى الاعتبار، فهذه الأعطال المتلاحقة سترغم والدى على السير بسرعة أبطأ تصل إلى 2 عقدة فى الساعة أى 4 كم.. ويوضح أيضا أنه من المؤكد أن نتيجة السولار المخلوط بالمياه، الذى عطل السفينة سيكون له أثر على المولد، وبالتالى سيفقد الاتصال بسهولة. ويقول «إبراهيم»: يبدو أن وجودهم فى منطقة بعيدة عن الشاطئ أو محاطة بالجبال والجزر أثر على جودة شبكة المحمول، وطلبوا منى الرقم الكودى لمحمول والدى لوضعه على جهاز الـ«GBS» الخاص بالشركة، ولكن هذا الجهاز تعرض لعطل، ولن يستطيعوا تتبع المحمول إلا بعد إصلاح جهاز الشركة. ويكشف «إبراهيم» عن آخر معلومة وصلت للسفينة كانت منذ 5 أيام، موضحة أن السفينة شوهدت عند منطقة «محمد جوبال» وتبعد 185 كم عند بورسودان، وينفى ابن القبطان تعرض السفينة للقرصنة، لأن قدرة السفينة بعد العمرة لا تتعدى السفر للسودان فكيف تصل للصومال حتى يتم قرصنتها كما يقال ؟! بالإضافة إلى أن الوقود المزود بها يكفيها للسودان، ويقول «رامى» الابن الثانى لقبطان السفينة إنه هو الآخر على يقين بعودة والده، وأن المشكلة ستكون فى أعطال السفينة بسبب ما ذكره أخوه «إبراهيم» ونتمنى أن تزيد السلطات المصرية ضغوطها على السلطات السودانية المتكاسلة، والتى تتحدث عن خروج طائرة لمسح مياههم الإقليمية منذ أسبوع ولم تتحرك حتى وقتنا هذا ! فى السياق ذاته دافع «إبراهيم» وزوجته و«رامى» عن صاحب السفينة «أشرف فرج» قائلين : أشرف لم يتأخر فى إبلاغنا عن اختفاء السفينة ، ولم يقصر فى أى شىء، وأرسل أشخاصا فى جنوب مصر لمعرفة آخر أخبار السفينة بجانب اتصالاته ومجهوداته فى السودان.. وبالطبع ذلك دوره، ولكنه لم يتخاذل كما قال البعض. وفى نهاية حديثنا مع «إبراهيم» أكد أنه لا يوجد أى تقصير من الأجهزة المعنية، وأنها تبذل أقصى جهودها، وإذا عادت السفينة سيكون لهذه الجهات، فضل كبير، ولكنه هاجم السفير المصرى بالخرطوم «محمد الشاذلى» حيث قال السفير يتلقى معلوماته من البدو على السواحل السودانية، ونجده يفتى فى وسائل الإعلام بأمور بحرية لا يفهم فيها، وعندما نسأله عما تم إنجازه يتحدث فى أمور خارج اختصاصه عن عمر السفينة والعلم السيراليونى!
وفى منزل متواضع يبعد عن منطقة بورتوفيق بحوالى 15 كيلو، وبالتحديد بالقرب من مبانى «تعاونيات الدلتا» المهجورة منذ 20 عاما استقبلتنا الحاجة زينب محمد مخيمر والدة هارون فايز حامد «24 سنة» أحد المصريين العاملين على ظهر السفينة، والدموع تنهمر من عينيها، وهى تحكى لنا اللحظات الأخيرة قبل أن يغادر هارون منزله، حيث قال لها وهو يبكى «ادع لى يا أمى» أنا خايف من البحر بس لازم أجرب حظى.. هاسيبك لمين.. بهذه الكلمات بدأت الحاجة زينب حديثها معنا، وهى تصرخ باكية: «من المسئول عن ضياع ابنى؟ لم أعد أتحمل البعد عنه لماذا تركنى، فمنذ أن توفى والده منذ 12 عاما، وهو يتكفل برعاية أخوته الثلاثة رغم أنه أصغرهم إلا أن تحمله للمسئولية جعله هو الواصى عليهم، فعمل شيالا، وعمره لم يتجاوز 8 سنوات فى ميناء السويس، وأكمل دراسته، وكان يحصل على حوالى 200 جنيه، ثم أصبح بائعا متجولا على الشواطئ بالاتفاق مع أحد تجار الجملة.. وبعد نجاحه فى الدبلوم الصناعى عرض عليه صاحب شركة «أفرو آسيا» أن يعمل معه على ظهر السفينة التى يمتلكها كبحار يساعد فى حمل البضائع مقابل مبلغ حوالى 800 جنيه.. لم يتردد «هارون» ولو للحظة بعد علمه بأن هذه السفينة ستحقق له حلمه، وتستطرد الحاجة زينب قائلة عن هارون كان يفكر طويلا منذ صغره أن يهاجر إلى الخارج ويعمل فى أى ميناء ولكنه كان يتراجع كل مرة حتى لا يتركنا نتخبط، ومنذ فترة يساعد أخاه الأكبر لشراء مركب صغير يؤجره للصيد، وأحيانا ينقل عليه البضائع التى تحملها السفن الكبرى من ميناء إلى آخر، مضيفة أن «هارون» كان انطوائيا بصورة دائما، ويشعر بالوحدة فى حياته وكان لا يحتفل معنا بأى مناسبة فكان شغله الشاغل هو العمل من أجل توفير لقمة العيش، فكانت هذه هى المرة الأولى التى يسافر فيها مع السفينة «بدر-1»، حيث إن أصحابه كانوا يشجعونه على العمل فى السفن، الضخمة لأنها تدر مكاسب كبيرة. ويتدخل أخوه الأكبر حامد فايز فى الحديث قائلا : الشركة لم تقصر فى البحث عن السفينة ولا السلطات المصرية، ولكن المشكلة هى تباطؤ السلطات السودانية التى تعلم بفقدان السفينة بعد إخبارها السلطات المصرية بوجودها فى المياه الإقليمية السوادنية ورغم هذا لم تتحرك وكأنه له قيمة لنا، فنحن نعمل على باب الله ورزقنا من العمل على هذه السفن فإلى من نتوجه. وقبل أن يتركنا نقل لنا صورة للسفينة عن طريق «البلوتوث» التقطها بعد مغادرتها لميناء «الأدبية» وتوصيله للقبطان «حسن متولى» إليها باللنش الخاص به. انفعل بشدة اللواء ممدوح دراز رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر أثناء لقائنا معه فى مقر الهيئة بالسويس بسبب ما رددته وسائل الإعلام واصفا إياه بأنه كلام مبالغ، فالموانئ دورها إبلاغ هيئة السلامة البحرية ومركز البحث والإنقاذ وليس الإنقاذ، فكل جهة لها مسئولياتها. وأثناء جولتنا بميناء السويس التقينا بالقبطان السودانى عبدالقادر دجيحى المشهور بتنقله بينن السويس وبورسودان، وقال لنا إن الطريق من ميناء الأدبية الذى يقع على الساحل الغربى لخليج السويس ويبعد حوالى 17 كم من السويس حتى ميناء بورسودان ملىء بالجبال والجزر التى تتخللها الشعب المرجانية الكثيفة ومنها جزر أبو كيزان وجبل ***جد، بالقرب من حلايب وشلاتين، ومن المتوقع أن تكون السفينة تعرضت لعطل فى هذه المنطقة التى كثيرا ما يصعب الاتصال بأى سفن تضل طريقها فى هذه الحدود مما يدفعها عادة للسير ببطء حتى لا تتعرض لأى تصادمات، خاصة أنها فى أحيان كثيرة تكون محملة بالآف الأطنان، مما يدفع القبطان لمراعاة هذه الظروف أثناء عملية السير.
وفى الاسماعيلية حيث مقر إقامة المهندس أشرف فرج صاحب السفينة، كانو محملين بالاتهامات اعتقادا منا أنه المسئول الأول والأخير عن اختفاء السفينة، خاصة مع مراوغته فى البداية سواء فى مقابلتنا أو بمساعدتنا بأى بيانات توصلنا لأهالى السفينة، ولكن اتضح لنا أن هذا صدر منه لتخوفه من التعرض للهجوم مرة أخرى فى ظل انشغاله بالبحث عن السفينة وبدأت تذوب اتهاماتنا بعد مقابلة أبناء القبطان الحقيقى وأسرة عامل السفينة الشاب هارون الذين أكدوا مجهوداته لعودة أهاليهم، مقابلتنا مع أشرف كانت الأولى إعلاميا وصحفيا، حيث كان رافضا للمقابلات مع وسائل الإعلام مكتفيا بالاتصالات الهاتفية وقال فى البداية إنه يتوجه بكل الشكر للجهات المعنية خاصة القوات المسلحة التى أخرجت طائرة لمسح المياه الإقليمية المصرية بحثا عن السفينة بجانب المجهودات الأخرى، ولأشرف شريك عراقى الجنسية ويقول إنه قام بعمل «عمرة» صيانة للسفينة تكلفت 2 مليون جنيه، وأن ثمن السفينة 400 ألف دولار ويعود عمرها إلى نهاية الستينيات، وعند سؤالنا عن تأمين السفينة، فقال: لا أؤمن على السفينة لأن ذلك ليس إجباريا. ويحكى أشرف إن آخر اتصال له بالسفينة كان يوم 12 يناير وأبلغ السلطات المعنية يوم 24 يناير، وتأخر فى الإبلاغ بعد أن تعدت مدة سيرها بالأعطال المصاحبة لها ويقول إن تأخير قيام الطائرة بالمسح الجوى إلى 29 يناير يرجع إلى سوء الأحوال الجوية فى تلك الفترة، وبعد ذلك أرسلنا لوزارة الخارجية طلب تعاون بمخاطبة الدول المطلة على البحر الأحمر وبعدها بيومين تم إبلاغنا أن القنصل العام ببورسودان السفير عبدالمنعم عمر اجتمع مع والى البحر الأحمر بالسودان محمد طاهر واللواء دليل الضو قائد القطاع البحرى، وأنهم بدأوا البحث، ويعلق أشرف أن السفارة المصرية بالخرطوم لا تتجاوب معنا بالشكل الذى تتجاوب به القنصلية فى بورسودان ولقد أرسلت فاكسا للسفير أحمد القويسنى مساعد وزير الخارجية أبديت عتابى عما صدر من السفير الشاذلى فى وسائل الإعلام حيث يتحدث فى أمور ليست فى اختصاصاته فهو دائم الكلام عن عمر السفينة وأنها سيراليونية الجنسية ولم يتحدث ماذا فعل لإنقاذها، ويهرب دائما من الرد على دوره. وأثناء تواجدنا مع أشرف جاء له اتصال من قبرص وعلمنا أن على الطرف الآخر «أندرياس» صاحب الشركة الأم الذى علم بأمر السفينة فى نفس الوقت الذى اتصل فيه أكد على «أشرف» بضرورة بذل المجهودات لإعادة «بدر-1».
من ناحيته اكتفى سفيرنا فى الخرطوم محمد عبدالمنعم الشاذلى بالحديث لوسائل الإعلام عن عمر السفينة الذى تجاوز الأربعين عاما، ورفعها لعلم أجنبى بدلا من التحرك سريعا لمساعدة طاقم السفينة حتى إنه قال طبقا للتقرير الذى حصل عليه من الخارجية المصرية إن آخر اتصال تم بين قبطان السفينة ومالكها كان عن طريق تليفون محمول ويتساءل السفير هل يعقل ألا يتم تجهيز السفينة بأحدث وسائل الاتصال ويكون الاتصال بالسفينة عن طريق هذه الوسائل، حاولنا الاتصال بالسفير لمعرفة آخر تطورات السفينة إلا أننا لم نتمكن من الوصول إليها! ويقول عبدالمنعم عمر القنصل المصرى ببورسودان فى اتصال تليفونى خاص مع «روزاليوسف» إن هناك اتصالات مكثفة بين القنصلية والسفارة من جهة والسلطات السودانية متمثلة فى اللواء دليل الضو قائد القطاع البحرى السودانى ومحمد طاهر والى البحر الأحمر بالسودان وقاموا بإرسال قطعتين بحريتين للبحث عن السفينة داخل المياه السودانية، بالإضافة إلى قيامنا بمخاطبة وزارة الدفاع السودانية لعمل مسح جوى لعلها تكون موجودة بين الجزر أو قبل مناطق الجبال أو انجرفت إلى المناطق التى يوجد بها شعب مرجانية متشعبة. وأكد عمر أن السفينة لم تتعرض للغرق لأن جهاز «I-BIRD» يعطى إشارات للقمر الصناعى إذا لمس المياه وحتى الآن لم تصل أى إشارات ولكن من المؤكد أنها تعانى من أعطال. وفى اتصال تليفونى مماثل تحدثنا مع وكيل الشركة بالسودان محمد المرغنى الذى قال إن المحمول الخاص بالقبطان وكبير المهندسين أعطى جرسا وعند الرد يفصل الخط وذلك يمكن أن نرجعه إلى سوء الإرسال فى المنطقة المتواجدين بها. واستمرارا لتخاذل الجانب السودانى فى عمليات البحث عن السفينة داخل المياه الإقليمية السودانية اعترف اللواء دليل الضو رئيس القطاع البحرى بالسودان أن الاعتماد فى البحث على «بدر-1» كان على مجموعة من الصيادين على الشواطئ السودانية بجانب خروج قطعة بحرية تجولت فى بعض المياه لكنها عادت بسبب انتهاء الوقود، وفى سؤالنا عن خروج الطائرة السودانية لمسح البحر الأحمر بالسودان قال إنه طلب ذلك منذ أسبوع هم وزارة الدفاع السودانية ونحن فى انتظار خروج الطائرة. تصريحات المسئول السودانى أظهرت مدى التكاسل والتخاذل الذى يتم التعامل به مع الموقف حتى أنه توقع غرق السفينة برغم أن جميع الدلائل والشواهد تؤكد أن السفينة مازلت على قيد الحياة، ورد أن السفينة من الممكن أن تكون داخل حدود المياه الإقليمية المصرية، لكنى أوضحت له أن هناك طلعات جوية مصرية تؤكد غير ذلك، فقال إن الصيادين بحثوا وهم واثقون فيهم!! ولايزال الموقف معلقا والبحث مستمرا.