Admin المدير العام للمنتدى
المساهمات : 118 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
| موضوع: معركة الحجاب في تركيا الأربعاء فبراير 13, 2008 3:37 pm | |
| تصويت البرلمان التركي يوم السبت التاسع من فبراير الجاري على تشريع يسمح للمحجبات في تركيا بدخول الجامعات والدارسة فيها بعد سنوات طويلة من منع المحجبات من دخول الجامعات ليضع حدا للجانب الأكبر من معركة الحجاب في تركيا ، ورغم التظاهرات الضخمة التي حشد العلمانيون من خلالها أنصارهم للتعبير عن رفضهم لهذا التشريع إلا أن كثيرا من المراقبين يرون أن معركة الحجاب في تركيا لم تحسم في جلسة البرلمان التي أقرت الحجاب في الجامعات لكنها حسمت في شهر أغسطس من العام الماضي 2007 حينما انتخب الأتراك الرئيس عبد الله جول لرئاسة البلاد ليكون زوجته خير النساء أوزيروت هي أول زوجة لرئيس تركي تظهر مرتدية حجابها منذ إسقاط الخلافة العثمانية وإعلان الدولة التركية العلمانية عام 1924.
وحينما حشد العلمانيون أنصارهم في أغسطس الماضي احتجاجا علي احتلال القصر الرئاسي التركي من سيدة محجبة ، خرج الرئيس عبدا الله على الجميع ليعلن أن " الحجاب خيار شخصي على الجميع احترامه " .
لقد فرض العلمانيون أفكارهم وآراءهم وتشريعاتهم علي الأتراك طيلة أكثر من سبعين عاما ، كانت كل فتاة محجبة تريد أن تكمل تعليمها ليس أمامها سبيل سوى الالتحاق بإحدى الجامعات خارج تركيا أو البقاء في منزلها ، والعجيب أن معظم الأسر الميسورة التركية كانت ترسل بناتها للدراسة في الدول الغربية غير المسلمة التي تحترم الحجاب وتعتبره حرية شخصية بينما لا يستطيعون ارتداءه في دولة هي عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي واحتضنت دولة الخلافة الإسلامية لعدة قرون ، بل إن الإسلام حظي في ظلها بانتشار واسع امتد من وسط آسيا إلي أقصي غرب أوروبا وكذلك غرب إفريقيا ، ورغم كفاح العلمانيين كفاحا مريرا من أجل أن يظل الحجاب محرما ورمزا للإسلام الذي يرون أنه يهدد النظام العلماني التركي ، إلا أنهم في النهاية حتى وإن لجئوا للمحكمة الدستورية العليا في تركيا فلن يستطيعوا إلغاء التشريع الجديد الذي شاركت أحزاب أخري حزب العدالة والتنمية في التصويت لصالحه ، وبغض النظر عن أي شيء فإن هذا في النهاية خيار الشعب ، فالشعوب حينما تتاح لها الفرصة لاختيار من يحكمها بحرية عليها أن تقبل تبعات هذا الاختيار ، وإذا كان العلمانيون قد نجحوا في اختطاف الدولة التركية طوال سبعين عاما ، فإن الشعب قد استرد الزمام الآن عبر اختيار من يمثله ولعل هذا ما يدفع كثيرا من الأنظمة التي تختطف كثيرا من الدول أن تبقي بعيدا عن الانتخابات الحرة والنزيهة والخيار الحقيقي للشعوب لأن معناه ببساطة شديدة هو عودة الدول إلي أصحابها الحقيقيين وهم الشعوب .
حينما نجح عبد الله جول في الانتخابات الرئاسية في أغسطس الماضي ودخل إلي القصر الرئاسي لم يكن هذا الموضوع هذا الشغل للصحف التركية وربما الصحافة العالمية آنذاك وإنما كان الشغل الشاغل هو حجاب زوجته الذي اعتبروه يمثل نهاية للنظام العلماني في البلاد ،وأن مسألة تغيير التشريعات الخاصة بالحجاب لن يكون سوي مسألة وقت فقط ، وقد كان فخلال ستة أشهر فقط صوت البرلمان لصالح عودة الحجاب للجامعات ، وإن كان كثير من المراقبين يرون بأن المعركة لم تنته بعد وإنما أمامها عقبات كثيرة ، لأن معركة الحجاب في تركيا ليست مسألة شكل فقط وإنما هي مسألة تمس جوهر النظام العلمانى وركائزه في تركيا . | |
|